الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

مدى تأثير برنامج التثقيف والتعزيز الصحي على المعرفة والاتجاهات والممارسات المتعلقة بالصحة الإنجابية لدى النساء في سن الإنجاب في الريف الفلسطيني

هدفت الدراسة الحالية إلى قياس مدى تأثير التدخل بواسطة برامج التثقيف والتعزيز الصحي على مستوى المعرفة والاتجاهات والممارسات عند النساء المتزوجات في سن الإنجاب حول مواضيع الصحة الإنجابية في قرى شمال وجنوب الضفة الغربية وقطاع غزة. لتحقيق هذا الهدف تم إعداد استبانة صممت لهذا الغرض وأجريت الدراسة في الفترة الزمنية 2001 – 2002 على مرحلتين الأولى كانت قبل التعرض إلى البرنامج التثقيفي والمتعلق بالصحة الإنجابية ,والثانية بعد التدخل من خلال برامج تثقيفية خاصة حول الموضوع. تم جمع المعلومات من خلال المقابلة الشخصية للنساء في المجموعة قيد الدراسة. شملت الدراسة 1347 امرأة في المرحلتين الأولى والثانية, حيث بلغ عدد النساء في المرحلة الأولى 743, وفي المرحلة الثانية 604, في المرحلة الأولى بلغ عدد النساء107 (14.4%) من قطاع غزة , إما من منطقة جنوب وشمال الضفة الغربية بلغت 291 (39.2%) و 345 (46.4%) على التوالي. تم اختيار العينات بطريقة عشوائية منتظمة ومن ثم تم تحليل النتائج إحصائيا بواسطة البرنامج الإحصائي SPSS.

تشير نتائج الدراسة إلى تقارب نتائج متوسط عمر السيدات في المرحلتين حيث بلغ في المرحلة الأولى 29.9 وفي المرحلة الثانية 30.3, كما تبين أن ما نسبته 55.2% من النساء المتزوجات كن دون سن 18 عاما في المرحلة الأولى وما نسبته 57.3% في المرحلة الثانية وهذا يشير الى ارتفاع نسبة الزواج المبكر في المناطق الريفية الفلسطينية, حيث أن متوسط أعمار السيدات عند الزواج للمرحلتين بلغت 18.8% وهو مستوى متدني يعزز النسب المرتفعة للزواج المبكر دون سن 18. كما وتشير النتائج الى تدني مستوى التعليم عند النساء في المناطق الريفية الفلسطينية فقد بلغ متوسط عدد سنين الدراسة في المرحلة الاولى 7.83 وفي المرحلة الثانية 8.84, وان 93% من السيدات في المرحلتين لم يتجاوزن المرحلة الثانوية من التعليم.

تشير النتائج إلى تدني مستوى المعرفة عند النساء بالنسبة للرعاية الصحية بعد الولادة حيث ان التدخل ببرنامج التثقيف الصحي لم يحقق تغييرات ملموسة في مستوى المعرفة في هذا المجال, وان النتائج المتعلقة بالاتجاهات كانت ايجابية ومرتفعة في معظم الأحيان, وكما أن الممارسات قد شهدت بعض التحسن في المرحلة الثانية كما لوحظ تدنى في الممارسات المتعلقة بموعد إجراء الفحص الروتيني للطفل بعد الولادة.

بالنسبة لنتائج المعرفة المتعلقة بتنظيم الأسرة هناك تحسن في مستوى المعرفة في المرحلة الثانية مع ملاحظة تدني نسبة المعرفة بمفهوم تنظيم الأسرة الى ما دون 50% في المرحلتين.

أما بالنسبة للاتجاهات المتعلقة باستخدام وسائل تنظيم الأسرة فقد تدنت من 75.9% في المرحلة الأولى إلى 72.2% في المرحلة الثانية. كما تبين نتائج الممارسات المتعلقة بتنظيم الأسرة ان نسبة السيدات الحوامل في المرحلة الأولى 79.3% وللمرحلة الثانية 78.1% وهي نسبة مرتفعة تشير الى محدودية استخدام وسائل تنظيم الأسرة والى ارتفاع معدل الخصوبة. كما تشير النتائج توفر خدمات تنظيم الأسرة حيث لوحظ ارتفاع كبير في سهولة الوصول للخدمات (64.1% في المرحلة الأولى و 93% في المرحلة الثانية).

على الرغم من وجود تحسن في مستويات المعرفة لعينات المرحلة الثانية بخصوص الامراض المنقولة جنسيا الا انها لا تزال متدنية نسبيا, حيث ان حوالي 90% من السيدات لم يتمكن من معرفه الأعراض المتعلقة بها, وان ما نسبته 85% لم يستطيعن ذكر مثالين عليها, وان حوالي 70% لم يتمكن من معرفة طرق الوقاية, كما ان50% لم يستطعن معرفة ثلاث أعضاء للجهاز التناسلي عند المرأة. أما بالنسبة للممارسات فقد أشارت النتائج الى وجود مستوى ممارسات صحية مقبولة في المرحلتين.

أشارت النتائج إلى محدودية المعرفة حول موضوع الرعاية الصحية بعد الولادة في كافة مناطق الدراسة مع عدم وجود فروقات تتعلق بتغيير الموقع الجغرافي, أما بالنسبة للاتجاهات فقد أشارت النتائج إلى وجود نسبة عالية من الاتجاهات الايجابية لمختلف متغيرات الدراسة وفي مختلف المناطق قيد الدراسة, حيث كانت جميعها ايجابية بالنسبة لمنطقة قطاع غزة اما بالنسبة الى شمال وجنوب الضفة الغربية فقد لوحظ ان الاتجاهات المتعلقة بالولادة في المستشفى وتحت إشراف طبي قد تدنت, اما بالنسبة للممارسات فقد أشارت النتائج إلى وجود تحسن في الممارسات في جميع مناطق الدراسة ولجميع المتغيرات ما عدا الولادة في المستشفى و تحت إشراف طبي فقد كانت النتائج المتعلقة بمنطقة قطاع غزة ايجابية بلغت 61.6% في المرحلة الأولى و86.1% في المرحلة الثانية, وان الممارسات لكل من منطقة جنوب وشمال الضفة الغربية قد شهدت تراجع في الولادة تحت إشراف طبي فقد بلغت في جنوب الضفة الغربية 89% في المرحلة الأولى وتراجعت الى 83.1% في المرحلة الثانية, اما في شمال الضفة الغربية فقد بلغت90% في المرحلة الأولى وتراجعت الى 84.8% في المرحلة الثانية.

أما فيما يتعلق بمستوى المعرفة بخصوص موضوع تنظيم الأسرة لوحظ تدني مستوى المعرفة في منطقة قطاع غزة بالمقارنة مع مناطق شمال وجنوب الضفة الغربية, حيث ان مستوى المعرفة لجميع المتغيرات في منطقة قطاع غزة لم يتجاوز 52%, كما أشارت النتائج الخاصة بمنطقة غزة إلى التراجع في مستوى المعرفة المتعلقة بتنظيم الاسرة في المرحلة الثانية بالمقارنة مع المرحلة الأولى. اما بالنسبة للاتجاهات المتعلقة بتنظيم الأسرة فقد كانت ايجابية في جميع المناطق, تشير نتائج الدراسة أيضا إلى وجود تحسن في الممارسات المتعلقة بتنظيم الأسرة, حيث وجد أن نسبة استخدام وسائل تنظيم الأسرة كانت الأعلى في منطقه شمال الضفة الغربية واقلها في قطاع غزة, وهذا ما يؤكده متوسط عدد الأطفال في العائلة دون سن خمس سنوات حيث كان لمنطقة الشمال اقل متوسط بالمقارنة مع المناطق الأخرى, أما بالنسبة لمشاركة الأزواج لزوجاتهم عند زيارة مراكز الرعاية الصحية وتنظيم الأسرة فقد شهدت مستوى متدني في كافة المناطق.

أشارت نتائج مستوى المعرفة في موضوع الإمراض المنقولة جنسيا إلى تدني مستوى المعرفة بالنسبة لمنطقة قطاع غزة حيث ان أدنى نسبة في مستوى المعرفة كانت 3.7% في المرحلة الأولى والتي تتعلق بالأعراض المصاحبة للأمراض المنقولة جنسيا وان أعلى نسبة بلغت 53.2% في المرحلة الثانية والتي تتعلق بأهمية معالجة الشريك في حالة الإصابة بهذه الأمراض. أما في منطقة جنوب الضفة الغربية فقد تشير نتائج المعرفة الى وجود تحسن في مستويات المعرفة للمرحلة الثانية وبالأخص فيما يتعلق بمعالجة الشريك المصاب, ومكونات الجهاز التناسلي عند المرأة, مع وجود تدني في مستويات المعرفة للمتغيرات الأخرى. أما بالنسبة للاتجاهات المتعلقة بالأمراض المنقولة جنسيا فقد اشارت النتائج الى وجود اتجاهات ايجابية في كافة مناطق الدراسة, والى وجود مستوى جيد من الممارسات الايجابية المتعلقة بهذا الموضوع حيث شهدت منطقة شمال الضفة الغربية اعلى مستوى بالمقارنة مع المناطق الاخرى مع وجود تحسن ملحوظ لدى عينة المرحلة الثانية من الدراسة. إن الاتجاهات الايجابية والمتعلقة بكافة متغيرات الدراسة لم تنعكس بصورة ايجابية على كل من السلوكيات والمعرفة المتعلقة بالصحة الإنجابية بشكل عام.

على الرغم من وجود مؤشرات ايجابية كنتيجة لبرنامج التثقيف الصحي في المناطق الريفية إلا أن النتائج تشير وبشكل عام إلى ضرورة القيام بالدراسات الأولية حول احتياجات المجتمع وذلك بهدف تحديد الاولويات الخاصة بكافة البرامج التطويرية والتثقيفية لرسم سياسات واضحة تتعلق بالصحة الإنجابية في المجتمع الفلسطيني.


النص الكامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق